في زوايا المعافر والشمايتين بمحافظة تعز في اليمن، يتداخل تاريخ الحياة بالصعوبات والآمال، حيث تكمُن أعظم التحديات أمام النساء. نتيجة للاستمرارية العقيمة للنزاعات وتغيرات الطابع الاجتماعي، وجدن أنفسهن في غمرة ظروف حياتية صعبة. يتسم الواقع بنقص شديد في فرص التعليم، مع عراقيل كبيرة تعترض طريقهن نحو فرص اقتصادية، وتعرضهن للعنف والتمييز يوميًا. تلك الظروف الصعبة لها أثر كبير على روتين حياتهن وآمالهن المستقبلية.
تحويل التحديات إلى فرص ملموسة
تحت وطأة هذه الظروف القاسية، ظهرت مجموعة من النساء الريفيات كشعلة أمل، محاربات التحديات اليومية التي فرضتها حياتهن. ورغم الظروف التي كانت تضعهن في مواقع الضعف، إلا أنهن قررن استخدام كل تلك التجارب كمنصة للنهوض وتعزيز ذواتهن.
من خلال انخراطهن الفعّال في مشروع تمكين المرأة، والذي يهدف الى تمكين النساء للمشاركة في بناء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتعزيز المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان. أظهرن هؤلاء النساء قدرة استثنائية على تحويل التحديات إلى فرص ملموسة. لم يكتفين بالتحدث عن المشاكل، بل استخدمن كل تجربة لتعزيز قدراتهن واكتساب المهارات اللازمة للتغلب على الصعوبات.
بدأت الرحلة بتفعيل مفهوم تطوير الذات، حيث عملن على تعزيز مهاراتهن وفهم آليات التفاعل الاجتماعي. حيث كانت المبادرة الممولة من أوكسفام وتنفيذ فريق مؤسسة شباب سبأ المفتاح الذي فتح لهن أبواب التغيير الإيجابي.
حققن هذا التحول الرائع بتوجيه الطاقات نحو تحقيق التأثير الفعّال، حيث أصبحن محركًا للتغيير في مجتمعاتهن. قدمن الأمثلة الحية على كيفية تحويل تحدياتهن إلى فرص فريدة، وكيف أصبحن قادرات على تحقيق التغيير الإيجابي الذي طالما حلمن به.
وكانت المشاركة في الجلسات النقاشية المركزة مع السلطة المحلية وحوارات المنتدى مرحلة هامة في هذه الرحلة، حيث برزت قدراتهن القيادية والتواصل الفعّال. بالاستفادة القصوى من هذه الفعاليات، استطاعت هؤلاء النساء الصناعات تكوين رؤى قوية ومبدعة للمستقبل.
تجاوز التحديات وتحقيق التغيير الإيجابي
بدأت النساء بتشكيل منتدى “نساء الريف لبناء السلام” ، وهو ما تحول إلى محور تغيير فعّال في حياتهن ومحيطهن. كان على هؤلاء النساء التغلب على التحديات الثقافية والاجتماعية لخلق فضاءات آمنة تمكنهن من التحدث عن تجاربهن ومواجهة التحديات بشكل فعّال.
تشكلت المنتدى من 32 امرأة وفتاة، ممثلات لخلفيات وأعمار مختلفة، وكانت هذه المساحات ذات أهمية خاصة، حيث سمحت للنساء بمشاركة تجاربهن وتحدياتهن وطموحاتهن. بعد تشكيل المنتدى، قامت الأعضاء بتصميم شعارات خاصة لكل منتدى، تعكس هويتهن ورؤيتهن.
شكلت النساء فعاليات مجتمعية صغيرة، مثل تنظيم بازار للنساء اللاتي يمتلكن أعمالًا صغيرة، ليتسنى لهن عرض منتجاتهن وتواصلهن مع المجتمع المحلي. دعوا أيضًا نساء القرى الأخرى للمشاركة والمضي قدمًا في أعمالهن، وشجعن على مشاركتهن في اتخاذ القرارات المحلية والمساهمة في الأنشطة المجتمعية.
أظهرت هؤلاء النساء مهارات قيادية رائعة خلال تنظيم الجلسات النقاشية المركزة ، ونقلن تلك الخبرات البسيطة في إدارة الجلسات إلى تحفيز إيجابي من المشاركين. تمكنت هذه النساء من اكتساب المزيد من الثقة والتقدير لأنفسهن، وتعلمن مهارات ومعرفة جديدة يمكنهن استخدامها في حياتهن الشخصية والمهنية.
تحول إيجابي
من خلال مشروع تمكين المرأة، والممول من أوكسفام، وبتنفيذ من قبل مؤسسة شباب سبأ، تمكنت نساء ريف تعز من تحويل معاناتهن إلى حافز للتغيير والبناء. حيث شهدنا على تحول إيجابي في حياتهن وتأثير قوي يمتد إلى مجتمعاتهن. القصة تعكس قدرة الشراكة الفعّالة بين الجهات المانحة والمنفذة على تحقيق نتائج ملموسة، وتجسد الأمل في بناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا للنساء والفتيات في محافظة تعز