ملخص القصة:
يشرح الناشط احمد العامري- 26سنة- والذي كان يعمل ماسحًا ميدانيًا لدى مؤسسة النهضة، قبل أن يصبح الآن أحد اعضاء المجلس المجتمعي الذي شكله مشروع سند في مديرية المظفر بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن، يشرح كيف عكس ما تعلمه في تدريب تحليل النزاعات الذي تلقاه في مشروع سند الممول من مشروع جسور والذي تنفذه منظمة شباب سبأ، حيث نجح أحمد بإيقاف النزاع بين أسرتين على تجميع مياه الأمطار من سطح المبنى، وبعد أيقاف النزاع أسهم أحمد في حل المشكلة بين الأسرتين وإيجاد حل نهائي للمشكلة بعد أن كادت الأسرتين تنقلان النزاع إلى قسم الشرطة ويؤكد أحمد أنه لو حدث النزاع قبل تلقيه الدورة ما كان ليتعامل معه كما تعامل معه بعد الدورة، مؤكدًا على الأثر الكبير الذي صنعه البرنامج في طريقة تفكيره.
يقول أحمد العامري: “المرحلة الأولى من مشروع سند تمثلت بعشرة أيام تدريبية خلال هذه المرحلة تعرفنا على الكثير من المفاهيم تخص النزاعات و إدارتها والتعامل معها وأنا كناشط مجتمعي وسعت مداركي وتعرفت على مهارات كنت أجهلها سابقًا ومثلت اضافة جدًا ممتازة بالنسبة لي، كذلك تعرفت على مفاهيم إدارة المشاريع من كتابة المقترح إلى صياغة الميزانية وهذا رافد سعيد به كوني عاملًا في هذا المجال وسينعكس إيجابًا على عملي في المجال الطوعي و التنموي وتحقيق السلام الذي أسعى له في مجتمعي”.
تفاصيل القصة:
“ربما إذا صادفتنا المشكلة قبل ازالة النظرة الضيقة لمفاهيم النزاع وتحليله كان صديقي سينحاز لطرف واحد”، بهذه العبارة لخص أحمد العامري -26سنة- قصته مع مشروع سند الذي نفذته مؤسسة شباب سبأ في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن.
كان أحمد يحكي كيف أسهمت دورة مفاهيم النزاع وتحليله، في دفعه للإسهام في حل نزاع بين أسرتين في أحد الاحياء بمديرية المظفر وسط مدينة تعز.
يقول أحمد: “وأنا في زيارة لصديقي، في منطقة صينة تحديداً، بعد عودتي من التدريب تفاجأت بنزاع بين أسرتين في نفس المبنى الذي يسكنه صديقي”.
ويشرح: “لصديقي بيت مكون من أربعة طوابق وشقق مؤجرة لعدة أشخاص وبعض الشقق يسكن فيها ابناء صاحب المنزل، ومع ارتفاع اسعار المياه، يتسابق الناس لجمع مياه الأمطار من سطوح المنازل، ومن هنا بدأت قضية النزاع”.
ويواصل أحمد سرد ما حدث قائًلا: “أحدى الأسر (ق. س) تريد أن تجمع مياه الأمطار إلى خزان الماء الخاص بها، لكن أسرة أخرى تريد نفس الشيء وهي أسرة أحد مالكي المنزل، وضعت أسرة المالك بطانية متسخة من أجل غسلها بمياه الأمطار فوق خزان أسرة (ق.س) وهنا سمعنا صراخ الأسرتين أنا وصديقي بعد أن اسقطت أسرة (ق.س) البطانية إلى الأرض لتمنع سقوط الماء المتسخ داخل الخزان”.
يوضح أحمد تفاصيل النزاع قائلًا: “حدث العراك بين النساء والاطفال للأسرتين وتدخلت أنا وصديقي بحل بعد أن أوقفنا العراك”.
أقترح أحمد وصديقه حلًا للمشكلة، إذ منعا أسرة (ق.س) من جمع الماء ومنعا الأخرى من وضع البطانية فوق الخزان واتفقا مع الأسرتين على ان تنقل المشكلة لرجال الأسرتين لإيجاد حل كلي لقضية النزاع على جمع مياه الأمطار من سطح المبنى لجميع المستأجرين.
يضيف أحمد: “بعد أن استمعنا للطرفين واقتنعت الأسرتين بالنزول من السطح حتى لا تكبر المشكلة، وبعد ربع ساعة من الهدوء، نفاجئ برجل من الأسرة الأخرى يتهجم على أسرة (ق.س) بالسب والشتيمة وبعصبية”. موضحًا: “هذا نتيجة الاستماع لطرف واحد من أطراف المشكلة، وهنا تدخلنا مرة أخرى وامسكنا بالرجل وشرحنا له ما حدث، لكن بعد تهجمه عليهم نقلت أسرة (ق.س) القضية إلى قسم الشرطة وكانت الحجة على الرجل المتهجم!”.
يصف أحمد الطريقة التي تفاعل بها مع النزاع بعد تحوله إلى قسم الشرطة قائلًا: “انتظرنا إلى اليوم التالي قدوم أحد اقرباء أسرة (ق.س) وجلسنا معه كوسطاء وشرحنا له المشكلة تفصيلاً خاصة أننا شاهدا عيان على كل ما حدث، وتمكنت وصديقي أخيرًا من اقناع قريب الأسرة بحل المشكلة دون الاستعانة بقسم الشرطة، واقترحنا كحل أن تبقى بوابة السطح مغلقة أمام جميع المستأجرين وكذلك أصحاب المنزل ووضعنا قفل على البوابة على أن يبقى مفتاحه مع طرف غير مشترك بالمشكلة من أصحاب المنزل ولا يفتح إلا للضرورة ويغلق بعدها”.
يواصل أحمد سرده لقصته مع أول نزاع محلي يقابله بعد التدريب الذي تلقاه من المؤسسة في مشروع سند قائلًا: ” ربما لو صادفتنا المشكلة ذاتها قبل ازالة النظرة الضيقة لمفاهيم النزاع وتحليه كان صديقي سينحاز لطرف واحد خاصة وأنه من اقرباء الأسر المتنازعة، لكن ما تعلمته في المشروع ساعدني على ازالة النظرة الضيقة لدى صديقي، ونظرنا للمشكلة بحيادية وأخبرته اننا سنكون طرف في الحل لا طرف في المشكلة”.
ويختتم بالقول: “واجهنا النزاع بمدارك متسعة، هذا الاتساع تولد بفضل تجربتي التي خضتها في المرحلة الاولى من مشروع سند الذي تنفذه مؤسسة شباب سبأ للتنمية”.