وئام.. أول امرأة ترأس المجلس المجتمعي لمديرية صالة ضمن مشروع سند

يُصنع التغيير بالإصرار على تحقيقه، وها هي وئام المقطري تتوج مشاركتها في مشروع سند بأن تصبح أول امرأة ترأس مجلسًا مجتمعيًا في محافظة تعز..

ترأس وئام – 28 عامًا- خريجة ليسانس حقوق، المجلس المجتمعي لمديرية صالة، وتعمل بانسجام تام مع أعضاء المجلس لمساندة السلطات المحلية في حل النزاعات المجتمعية.

تقول وئام: ” التحدي كان أن الفريق عبارة عن سلطة محلية وشباب وحاولت مراعاة حساسية وجود أشخاص بيني وبينهم فارق سن وخبرة لكنهم وثقوا بي!”.

 

الإصرار يفوز

بدأت وئام شق طريقها في العمل المجتمعي منذ العام 2018م، ومع إصرارها المتجدد على الاستمرار قدمت على استمارة المشاركة في مشروع سند ليأتي ابلاغها بقبولها في المشروع، كفرصة حقيقية لانطلاقة جديدة تصنع من خلالها التغيير.

تقول: “اركز في الغالب على المجال الانساني والحقوقي وبالذات ما هو متعلق بالمرأة، لكن فكرة العمل في المجلس المجتمعي كانت خطوتي الأكبر لأثبت قدرة النساء على تحقيق النجاح”.

جدارة وثقة

وجدت وئام نفسها جديرة بالترشح لرئاسة المجلس المجتمعي، بعد الدورات المكثفة التي تلقتها في مشروع سند، وفي المرحلة الثانية وهي مرحلة تشكيل المجالس المجتمعية رشحت وئام ذاتها لرئاسة المجلس المجتمعي لمديرية صالة التي تسكن أحد احيائها، وكانت هي المرأة الوحيدة التي ترشحت لرئاسة المجلس إلى جانب مرشح آخر، لكنها فازت بغالبية الأصوات.

 

تجربة فريدة

تجربة رئاسة مجلس مجتمعي، هي تجربة رائعة للغاية كما تقول وئام، استفادت منها الكثير ومازالت، مؤكدة: “التحدي كان أن الفريق عبارة عن سلطة محلية وشباب وحاولت مراعاة حساسية وجود اشخاص بيني وبينهم فارق سن وخبرة لكنهم وثقوا بي”.

وتضيف وئام: “هناك صعوبات وتحديات أولُا حول ايمان بقية اعضاء المجلس بكون من يقودهم امرأة، لاحظت أنه مازال هناك من يفكر بهذه الطريقة، لكن ذابت هذه الفروقات بعد الاجتماعات التي عقدناها”.

وعن شعورها بعد انتخابها لرئاسة المجلس تقول وئام: “بعد انتخابي لرئاسة المجلس شعرت حينها بالمسؤولية، ومنحني دفعة إيجابية كبيرة وتقدير معنوي عال للقيام بهذه المسؤولية كما ينبغي”.

دور المرأة

نجاح وئام في كسر الصورة النمطية عن مشاركة المرأة في المجالس المجتمعية، يعود بدرجة أساسية لمشروع سند، كما تقول، مشيرة إلى أن دعم إدارة المشروع والاستشاري لها كانت عوامل أضافية مكنتها من تحقيق هذا النجاح الذي تعتقد أنه نجاحًا لكل النساء في مديريتها.

وترى وئام أن المرأة لها دورها الكبير حالها حال الرجل مؤكدة أنه وفي شتى مجالات الحياة اثبتت المرأة فعاليتها وكفاءتها، ولم يعد دورها مقتصرًا على مجال التعليم أو الصحة.

وتوضح: “المرأة الآن أصبحت شريكة في القرار، وخاضت في اغلب مجالات الحياة، فالمرأة صارت متطوعة ومشاركة في الاعمال المجتمعية التي تخدم المجتمع وأصبحت رائدة اعمال واقتحمت مجال ريادة الاعمال وساهمت بمشاريع تنموية، واقتحمت المجال السياسي وأصبح لها كيان وكذلك المجال الإعلامي وغيره”.

لكنها ترى أن دور المرأة في بلادنا يبقى مؤطرًا بإطار بالعادات والتقاليد وافكار حبيسة الماضي، مشيرة إلى أن عدم تمكين المرأة اقتصاديًا أيضًا يعيق تمكينها في المجالات الأخرى”.

وتأتي قصة نجاح وئام المقطري في اطار المجالس المجتمعية التي شكلها مشروع سند الذي تنفذه منظمة شباب سبأ بالشراكة مع برنامج جسور والهادف إلى مساندة السلطات المحلية من خلال تشكيل مجالس مجتمعية تساند السلطات في حل النزاعات المجتمعية.