“أريج” السلام يفوح في ريف تعز

كانت أريج تنسج بالإصرار حكايتها بحثًا عن فرصة تمكنها من فتح أبواب التواصل مع السلطات المحلية في مديرية المعافر- في ريف تعز الجنوبي، حتى طرق بابها إعلان التقديم لمشروع المرأة والسلام الذي تنفذه مؤسسة شباب سبأ للتنمية بدعم من وكالة التنمية الدنماركية وبالشراكة مع منظمة أوكسفام.

وتعيش النساء في مديرية المعافر جنوب غرب مدينة تعز، حالة من التهميش والمعاناة الإنسانية، ناتجة عن ظروف الحرب التي تعيشها اليمن منذ العام 2015م، وعن النظرة المجتمعية القاصرة لدور المرأة وكذا ضعف وعي النساء بحقوقهن وقلة من حصلن على التعليم والتأهيل منهن، وهو الأمر الذي جاء مشروع المرأة والسلام لتغييره.

وهدف المشروع إلى إشراك النساء الريفيات في عمليات بناء السلام من خلال تعزيز قدرات النساء في ريف تعز بمديريتي المعافر والشمايتين في حقوق المرأة وبناء السلام ومواجهة العنف ضد النساء.

أريج العبسي، واحدة من نساء المعافر اللواتي حصلن على التعليم ولم يحصلن على الفرصة، فهي على الرغم من أنها خريجة بشهادة بكالوريوس تربية لغة عربية ومولودة عام 1995، ومحاولاتها الحثيثة للمشارك في الأنشطة المجتمعية إلا أنها لم تتمكن من اجتياز عوائق المجتمع ونظرته القاصرة للنساء، وهو الأمر الذي حرمها من حقوق كثيرة، لم تكن تعي بعضها، خاصة وأنها أم لطفل وتقيم مع أسرتها في المعافر.

تقول أريج العبسي – تقيم في منطقة النشمة، مركز مديرية المعافر: “فتح لي مشروع المرأة والسلام أبواب الاتصال والتواصل مع السلطات المحلية في المديرية والمحافظة وأيضا مع النساء المشاركات في عملية بناء السلام ممن وصلن الى المسار الثاني أو المسار واحد ونصف”.

 

تغيير فريد

وعن التغيير الذي صنعه مشروع المرأة والسلام في حياتها تقول أريج: “نظرتي لمشاريع بناء السلام تغيرت وعرفني بأهمية مسار بناء السلام في الفترة الحالية”.

وتضيف: “رفع هذا المشروع طموحاتي من التفكير بالمشاركة في المسار الثاني بدلًا من التركيز على المسار الاول فقط، وجعلني احاول المشاركة في السلطة المحلية والمشاركة للتقديم في إدارة شؤون المرأة في المديرية”.

وترجع عبير كل هذه التغييرات إلى الوعي الذي اكتسبته خلال ورش المشروع موضحة: “غير مستوى وعيي في الجانب الحقوقي والقانوني خصوصًا في مشاركة المرأة والشباب في عملية بناء السلام وذلك من خلال اتفاقية السيداو والقرارين 1325 و2250”.

 

تحول مهم

تمكن مشروع المرأة والسلام من إبراز وتحويل دور أريج العبسي من ناشطة مجتمعية إلى “دور أكثر أهمية من مجرد التعامل مع المجتمع وتلبية احتياجاته”، كما تقول، مضيفة: “صرت أسعى للوصول إلى منصب يمكنني من المشاركة في إدارة المديرية، وأصبحت أيضًأ أسعى إلى الوصول إلى موقع المشاركة في تشكيل السياسة العامة للبلد”.

 

السلام النسوي الريفي

ليس ذلك وحسب، فالإنجاز الأهم بالنسبة لأريج هو تشكيل ملتقى السلام النسوي الريفي الذي شكله المشروع في مديريتي المعافر والشمايتين، مضيفة: “تمكنت من التعرف والتشبيك مع النساء الريفيات، وتكوين شبكة علاقات جيدة مع النساء الفاعلات والنساء الناشطات والمؤثرات في مجال السلام والوساطة المجتمعية”.

وتؤكد أريج: “أنشأنا ملتقى السلام النسوي والذي نسعى لجعله الصوت الموحد لنساء الريف ومن خلاله يمكنني تحقيق الكثير وأيضًا من خلال المشاركة في لقاءات مهمة مع مانحين وذلك للدفع بعملية صنع السلام”.

 

لهن دور أيضًا

ولم تنسى أريج أن تنقل ما استفادته للنساء الأخريات إذ توجه لهن رسالة تقول فيها: “إن دور المرأة في الوساطة المجتمعية وبناء السلام ليس مجرد كلام أو شيء سطحي بل إن له وزنه ونتائجه”، مؤكدة: “إن ثقلك كامرأة ريفية يجعل لدورك وزن كبير خصوصًا إذا كان النشاط والرأي الذي تحملينه يمثل الكثير من النساء في قريتك”.