يرى حمزة الترجمي وهو أحد القادة الشباب في المبادرة الشبابية لمكافحة فوضى المعلومات في اليمن، إن عدم الوعي بأهمية التربية الإعلامية في المجتمع اليمني يعتبر واحداً من اهم أسباب غيابها، وهو الأمر الذي دفعه لبدء أنشطة طوعية لنقل المعارف التي أكتسبها في مشروع المبادرة الشبابية لمكافحة فوضى المعلومات في اليمن والذي تنفذه مؤسسة شباب سبأ، إلى الآخرين.
يقول حمزة: “ كنت قبل التحاقي بالبرنامج لا املك الكثير من الخبرة أو الوسائل والأدوات الأساسية للعمل وفق رغبتي المتواصلة بمكافحة المعلومات المضللة وتعليم الناس الوعي بأهمية التحقق من الأخبار قبل تصديقها او نشرها”، مشيرًا إلى أن المشروع منحه “المعلومات اللازمة والخبرة الكافية بالإضافة للأدوات والتدريبات والمهارات التي تعلمناها أصبحت قادراً على الانطلاق في تحقيق هدفي المتمثل بحماية المجتمع”.
تأثير عابر للحدود
لم يكتفِ باكتساب المعرفة، إذ باشر بنقلها للوسط الذي يعيش فيه، وبالوسائل التي وجدها متاحة، يقول حمزة: “مباشرة فور انتهاء البرنامج التدريبي للمشروع بدأت بنقل المعرفة والخبرات للوسط الذي أعيش فيه بالوسائل المتاحة واقعياً أو رقمياً”.
مبادرة حمزة مكنته من تنفيذ عدد من الدورات التدريبية الطوعية في مجال مكافحة المعلومات المضللة والأمن الرقمي للكثير من الشباب والشابات من مجتمعه المحلي لكن انطلاقته الأوسع هي تلك التي تجاوز فيها الحدود ليتمكن من نقل المعرفة إلى شباب دول عربية أخرى والتي يتحدث عنها بالقول: “لعل أبرز هذه الدورات دورة تدريبية في السلامة الرقمية ومكافحة المعلومات المضللة التي نفذتها بالتعاون مع أكاديمية الشباب العربي وحيث شارك في الدورة ما يقارب 53 شاب وشابة من حوالي 13دولة عربية”.
مسؤولية شبابية
ويرجع حمزة التحاقه بالمشروع إلى رغباته الداخلية الناتجة عن الواقع الذي يعيشه في مجتمع يعج بفوضاوية كبيرة بالمعلومات المغلوطة والمضللة بشكل عام، موضحًا: “من المعلوم أن الوضع الراهن الذي نحن فيه يشهد أشكالاً من الحروب والصراعات بين أطراف النزاع أو المصالح بمختلف أشكالها السياسية أو الاجتماعية أو الذاتية ومن هذه المعارك التي يخوضونها حرب الإعلام والذي يسعى كل طرف فيها لكسب الرأي العام ونشر الشائعات والمعلومات التي قد تكون في كثير من الأحيان كاذبة أو مختلقة ولاشك أن لهذا آثاراً سلبية على المجتمع والناس بشكل عام”.
مؤكدًا: “نحن أمام شعب يمتلك أكثر من نصف سكانه وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن بنقرة واحدة نشر معلومات مضللة وأخبار كاذبة بكل سهولة، فمن تقارير صحية كاذبة إلى مفاهيم دينية وثقافية مضللة، إلى العنف ضد الأفراد أو الجماعات، تنتشر المعلومات المضللة ويتواصل انتشارها، عبر كافة الوسائل الرقمية، ولذا انطلقت رغبتي من مسؤولية شبابية للوقف دون هذه الشائعات والمعلومات المضللة والحد من انتشارها واعتبرت هذا المشروع بمثابة البوصلة أو الخارطة التي ستوجهني في الطريق الصحيح لأداء الواجب الاجتماعي الذي أؤمن بوجوبه علي كشاب تجاه مجتمعي وهذا الواجب يحتم علي هذه المرة الوقوف كحائط صد لمكافحة المعلومات المضللة وحماية المجتمع من انتشارها”.
استجابة وحاجة كبيرتين
تلقى حمزة استجابة كبيرة من الشباب الذين عمل على تدريبهم أو من جهة الجهات التي تعاونت معه لنشر الوعي بأهمية مكافحة المعلومات المضللة مشيرًا إلى انعكاس هذا التأثير إيجاباً “من خلال رغبتهم وطلبهم في تكرار مثل هذه التدريبات مع شباب آخرين وتفاعل الكثير بنشر بعض تلك المعارف على وسائل التواصل الاجتماعي والبعض كان يرسل لي رسائل شاركها في جروبات الواتس”.
الأثر الإيجابي الذي لامسه حمزة جعله يتيقن “بالأثر الناتج من كل ما قدمته في سبيل تحقيق اهدافي في مجال مكافحة المعلومات المضللة وحماية المجتمع”.
“النتائج التي لامستها في كل ما ذكرته أعلاه ولدت عندي رغبة أكبر وطموح أقوى للاستمرار في هذا المجال مع توسيع افق طموحاتي والاستمرار باكتساب الخبرات والمعارف اللازمة من أجل مواصلة المشوار”، يقول حمزة، مختتمًا حديثه بالتأكيد قائلًا: “أصبح دافعي في الاستمرار في هذا المشروع “مشروع مكافحة فوضى المعلومات” أكثر جدية وحماس آملاً أن نساهم فعلياً في تحقيق أهدافه العظيمة”.