التمدد الإيجابي للحماية المعلوماتية في حياة النساء

في خضم الثورة المعلوماتية الضخمة والتي شكلت مجتمع آخر افتراضي تمتد جسورة حول العالم بأسرة فتقل المسافات وتتجمع وتختلف فيه الرؤى والمشكلات وحتى تتواجد فيه الجرائم الالكترونية التي أصبحت مصدر مؤرق لبلدان العالم الأول رغم تلك التقنيات الهائلة التي لا يشهد لها نظير.

ولاء عبيد شابة _يمنية_ كانت ضمن المقبولين لمشروع المبادرة الشبابية لمكافحة فوضى المعلومات في اليمن تقول: ولاء:” كانت خلفيتي الرقمية لا بأس بها ليتحول الأمر الى شكل مختلف للغاية وأصبحت أكثر حذر وحرص في التعامل مع كل ما هو الكتروني واستشعرت مخاطر العالم الرقمي المغيب عني وعن الكثير من الفتيات والنساء ” لتضيف :” بعد تفكير وتمعن بعد خوض الدورة التدريبية التي حولت مني الى امرأة واعية وقادرة على التعامل مع المخاطر الالكترونية قررت أن تبدأ نقطة التحول من منزلنا وخاصة أختي ووالدتي بالتوعية المباشرة والنقاش الذي طال بيننا حتى انضم لنا والدي والذي كانت نظرته مختصرة حول أن كل ما هو رقمي خطير على فئة الأطفال فقط والموضوع لا يحتاج وعي كبير في التعامل كما يظن لأصحح له المعتقد و نتناقش بشكل أعمق وتعديل المفهوم السائد”

 

نقطة تحول

الجدال الحاصل بين أفراد الأسرة كان نقطة تحول بالنسبة لها وجعلها أكثر حماس لإفادة قريناتها من الفتيات والنساء كما قالت، لتضيف قائلة: “بدأت من دائرة معارفي من الفتيات والنساء وقمت بإنشاء مجموعة واتس اب وعمل منشورات توعوية مستمرة ونقل المعارف التي استفدت منها والرد على استفسارات المنضمات للمجموعة واللاتي كان عددهن 40 عضوة من مختلف الفئات والخلفيات المختلفة”

 

إدراك للمعرفة

الإنسان كائن يحتاج للمعرفة والوعي طيلة فترة حياته دون توقف ولابد أن يستشعر كلًا منا دورة ويستشعر مسؤولياته تجاه مجتمعه ووطنه كما قالت، لتتحدث بحماس:” قررت نشر المعلومات التي معي بشكل أكبر وموسع وبدأت من مجموعة الماسنجر الخاملة لأعيد بث الأمل فيها ونشر المعلومات الرقمية وأساليب الحماية المعلوماتية وكيفية التحقق من المعلومات المضللة ليصبح عدد المنضمات 360عضوة من النساء والفتيات كما اصحح أي معلومات ونتناقش حولها ونوضح مخاطرها في المجتمع”

 

 

تمدد إيجابي

اضافت قائلة: “لتوسيع دائرة الوعي تم عمل مجموعة خاصة بالنساء والفتيات على منصة فيس بوك والتي وصل عددهن إلى 1098 وعمل منشورات توعوية فيها لتكون المجموعة منبر حر يصل لأكبر قدر من النسوة اللاتي يصارعن العالم المظلم والخوف المسيطر عليهن بسبب تفشي ظواهر الاختراق والتصيد والأعمال اللاأخلاقية تجاههن واستغلال المجتمع المحافظ المحاط بهن والعادات والتقاليد التي قد تكون أداة قتل في حال وقوعهن في أي مشكلة رقمية قد تتجاوز خصوصيتهن كمستخدمات في العالم الرقمي الذي يكون حالك السواد ومهدد لتواجدهن بسبب نظرة العيب والانتقاص التي تطال الكثير منهن وتلاحقهن كونه محصور للذكور بشكل أوسع بحسب النظرة المجتمعية التي تبيح لهم كل شيء حتى في الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي”.

 

تسليط للضوء

تم التواصل معي من احدى الإذاعات الدولية بعد انتشار ظاهرة الاختراقات وابتزاز النساء والفتيات عبر المنصات المعنية بالشباب والنساء اليمنية  والتي تظهر الجانب الخطير لمثل هكذا ظواهر دخيلة تزعزع الأمن العام كما قالت، لتضيف بنبره خافته وحزينة :” كنت مستاءة حيال ما يحدث جدًا وغالبًا ما تلجئ لي بعض الفتيات لمساعدتهن وخاصة أن عمليات الاختراق والابتزاز بازدياد  يومي وكذلك انعدام ثقافة استخدام الأجهزة الإلكترونية بشكل سليم وآمن فتحدثت في المقابلة الإذاعية حيال ما يحدث ووجوب تعزيز وعي النساء والفتيات خاصة كونهن في مجتمع يزرع في نفوسهن الخوف والرعب من الأهل والمجتمع كافة ومن اللجوء والحديث علنًا عما يتعرضن له للأسف وعمل تدريبات مباشرة واستهداف أكبر شريحة من النساء والفتيات و أهمية عمل منصات تعني بحمايتهن وتفعيل القوانين الصارمة للحد من  مثل هكذا تجاوزات، فمن خلال الدورة التدريبية أصبحت أكثر قدرة على حماية حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامي بشكل آمن لهاتفي المحمول وتأثرت كثيرًا مما أسهم ذلك في تعزيز ثقتي وتجنبي كل ما يشكل خطر على معلوماتي “.

 

لا شك أن التأثير والتأثر يعم خاصة في عمليات الوعي والتنوير وهذا ما يحدث عادة خلال التدريبات اللاتي تستهدف النساء والفتيات وتعزز من أدوارهن المجتمعية وتسهم من الحد من انتشار المعلومات المضللة والفوضى المعلوماتية.